أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صباح كنجي - شاهد على جريمة العصر سائق الجرافة الذي دفن مجموعة من المؤنفلين















المزيد.....



شاهد على جريمة العصر سائق الجرافة الذي دفن مجموعة من المؤنفلين


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 09:14
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


وصلني اليوم هذه المادة المهمة.. وهي شهادة احد رجال الأمن من المشتركين في حملة الأنفال وفيها معلومات مؤلمة ..انصح من يرغب في قراءتها بالانتباه إلى وضعه الصحي إن كان يشكو من شيء كي لا يصاب بمكروه..
صباح كنجي
11/9/2011




شاهد على جريمة العصر سائق الجرافة الذي دفن مجموعة من المؤنفلين
عارف قرباني
الترجمة سوران علي
تاريخ النشر 11/9/2011 موقع خندان الاكتروني

*في البداية هل يمكن ان نتعرف على اسمك؟
- اسمي عبدالحسن موحان مراد.
*في اية سنة ولدت؟
- سنة 1961.
*اين ولدت؟
- في محافظة الكوت.
*هل تقصد بمحافظة الكوت المدينة نفسها؟
- كلا، ولدت في قرية (ام ريعان) القريبة من قضاء (حي) التابع لمحافظة الكوت.
*كم كانت تبعد قريتكم عن قضاء (حي)؟
- حوالي (15) كم.
*ماذا كان يعمل والدك؟
- كان والدي فلاحا.. منشغل في الفلاحة و رعي الاغنام.
*هل كان متعلما؟
- انا...!
*لا اقصد والدك!؟
- كلا.
*كيف كان الوضع المعيشي لعائلتكم، اذا كنت تتذكر او حسب ما رواه لك احد ما؟
- كنا نعيش حياة اعتيادية.
*كم كان عدد افراد عائلكتم؟
- كنا اخوين اثنين و اربعة اخوات و والدينا، كنا ثمانية افراد.
*هل كانت هناك مدرسة في قريتكم؟
- نعم...
*هل ذهبت الى المدرسة؟
- نعم..
*واخوتك؟
كلا لم يتعلموا.
*لماذا..!؟
- كنا نعيش في قرية وكنا منشغلين بالفلاحة و رعي الاغنام، وفي القرية حين تعتمد في الحياة على الفلاحة ورعي الاغنام تحتاج الى الاطفال من اجل رعاية المواشي والعمل في الحقل اكثر منه الى المدرسة...!
*وانت كيف ذهبت الى المدرسة؟
- لا اعلم، ذلك من فعل والدي، كنت طفلا حين شعرت بنفسي وانا في المدرسة.. وربما كان اخوتي ايضا يحبون الذهاب الى المدرسة ولكن والدي لم يسمح لهم.. واذا كانت رغبة مني فربما لم اكن احب ان اذهب الى المدرسة، المسوؤل عن ذلك هو والدي ولست انا..
*هل كانت هناك في قريتكم مدرسة ابتدائية فقط او كانت فيها متوسطة ايضا؟
- لا، كان فيها حتى الصف الثالث الابتدائي فقط، اية متوسطة..!
* اذا فقد اكملت الدراسة حتى الثالث الابتدائي؟
- كلا، بعد ان اكملت الدراسة حتى الصف الثالث الابتدائي في قريتنا (ام ريعان)، ذهبت الى قضاء (حي) ودرست الصف السادس الابتدائي ثم درست حتى الصف الثالث المتوسط في قضاء (حي) ولكني رسبت في الصف الثالث المتوسط وبعد ذلك تركت التعليم لانني كنت اتنقل جيئة وذهابا للدراسة وكانت مصاريف تعليمي باهضة وعندما رسبت لم اعد ارغب في الدراسة وقررت ان افكر في عمل اكسب منه قوتي.
*وماذا كنت تعمل لتحسين معيشتك؟
- اصبحت شرطيا في دائرة الجنسية والسفر.
* متى تم تعيينك؟
- يوم 30/3/1978 كان اول يوم لتعييني ومباشرتي في العمل.
*اين؟
- الم اقل في دائرة الجنسية والسفر.
*اقصد مكان الدائرة.. اكان في قضاء (حي) او في مكان اخر..!؟
- في محافظة الكوت.
*كم كان راتبك الشهري؟
- كان راتبي (53) دينارا.
*وبعد ان عينت و باشرت بالدوام..؟
- بقيت في الكوت لمدة اربعة اشهر ثم تم نقلي الى المديرية العامة للجنسية والسفر في العاصمة بغداد..
*عفوا كان على ان اسألك قبل ذلك انه حسب تاريخ ولادتك كما تقول انك ولدت سنة 1961 مع تاريخ تعيينك كشرطي سنة 1978.. كان عمرك انذاك (17) سنة، كيف تم قبولك او كيف تم تعيينك و عمرك اقل من (17) سنة؟
- كنت متطوعا، وكانوا يقبلون المتطوعين كيفما كانت اعمارهم.
*الى متى بقيت في بغداد؟
- تم نقلي مرات عدة و تم اعادتي الى بغداد، ولكني بقيت في تلك المديرية حتى سنة 1980، وفي سنة 80 تم تحويل المديرية الى ثلاثة اقسام، تحول قسم الى (اقامة المخابرات) للاجانب و كان في بغداد، و قسم اخر تحول الى (الجوازات) وقد ارسلوني اليه وتم نقلي الى قسم الجوازات في مديرية الامن في عرعر، وكان القسم الثالث مديرية الجنسية و الاحوال اشخصية.
*هل كان توزيعكم على الاقسام يتم بطلب منكم؟
- كلا، كان على كل شخص ان يذهب ليداوم في المكان الذي يحددونه او يذهب الى المدينة التي يتم نقله اليها.
*اذا منذ متى انخرطت في جهاز (الامن)؟
- في سنة 1980 حين تم نقلي الى امن عرعر.
*بماذا تم تكليفك في امن عرعر؟
- اصبحت سائقا.
*سائقا للسيارة الشخصية للمدير او لسيارة الدائرة؟
- لا، كنت سائقا للسيارات الكبيرة.
*ماذا تقصد بالسيارات الكبيرة..؟
- قلابات وجرافات وحفارات..!
*لماذا كان جهاز الامن يمتلك القلابات والجرافات والحفارات؟
- كانوا يمتلكون كل انواع السيارات وكانوا يستعملونها لاعمال خاصة.
*اعمال خاصة مثل ماذا.. هل يمكن ان توضح لي اكثر..؟
- كان المسوؤلون الكبار في الامن يمتلكون مزارع، وكانوا يستخدمون تلك السيارات في المزارع.
*افهم ان مسوؤلي الامن كانوا يستفيدون من ممتلكات الدوائر لمصالحهم الشخصة، ولكن ماذا كانت يفعل تلك المديريات والداوئر التابعة للامن بالحفارات والجرافات.. او لماذا كانت القيادة والدولة تخصصها لهم. هل كانت فقط ليستفيد منها المسؤولون في مزارعهم او كانوا يحتفظون بها في الامن لامر ما؟
- حين نقلت الى هناك كانت تلك الاليات موجودة وبعد ذلك اينما نقلت من اجهزة الامن كانوا يحتفظون بها ولا اعرف لماذا كانوا يحتفظون بها او لماذا خصصت لهم.
*الم تسأل في لحظة ما وخاصة حين باشرت بالعمل هناك، الم تسأل ماذا يفعلون بتلك الايات؟
- لا والله لم اسأل.
*وبعد ان اصبحت سائقا لتلك السيارات و تعمل عليها الم يوضحوا لك السبب وراء استخدام تلك السياران من قبل الامن؟
- الم اقل لك انهم كانوا يستخدمونها في مزارع المسؤولين.
*لقد كنت تعمل على تلك الاليات للمدة الطويلة وفي جهاز خاص كالامن نحن نعرف كيف كان الامن في العراق، كيف كانوا يستخدمونها للمزارع فقط، اذا كان كذلك كان يمكن ان يستفيدوا من اليات الطرق (الاشغال) لمزارعهم او يستفيدوا من وزارة الزراعة، لم يكونوا بحاجة الى ان يتم تخصيص تلك الاليات باسم الامن لمزارع المسؤولين فقط؟
- لا، لم تكن الاليات تستخدم لذلك الغرض فقط، كانت الاليات من ممتلكات جهاز الامن وكانوا يستخدمونها لاعمال جهاز الامن و ايضا لاعمال مزارع المسؤولين.
*هذا ما اقصده ايضا، ماهي اعمال جهاز الامن تلك التي كانت تنجز بالجرافات والحفرات؟
- مثلا اذا ارادوا تسوية ساحة الدائرة او مد طريق اليها او اصلاحها، كانوا يفعلون ذلك بجرافاتهم وحفاراتهم، كانوا يستخدمونها لتلك الاعمال.
*اشعر اننا بدأنا نفهم بعضنا، ماذا كانوا يفلون بها ايضا؟
- اي شيء يحتاج الى جرافة او حفارة.
*مثل ماذا، هل يمكنك ان تعطيني امثلة اكثر؟
- مثلا كانوا يبنون سجون تحت الارض في ساحة الدائرة بحفاراتهم وجرافاتهم لكي يكون سريا، لانهم لو استخدموا جرافات وحفارات وقلابات من الخارج لخرج سر البناء الى العلن.
*هل صادف واستخدموك داخل مقرات اجهزة الامن للحفر تحت الارض او بناء سجون خاصة؟
- لم اكن انا السائق الوحيد حتى يستخدموني انا فقط، كل مديرية كانت لديها عدد من السواق مع الاليات، من الممكن انهم قد استخدموا السواق الاخرين حين كنت انا في اجازة.
*هذه الحالات اعتيادية، لو كنت انت من بنى جميع سجون هذا البلد فقد كنت شخصا عليه التنفيذ فقط وكانت القرارات تتخذ من جهات اعلى..؟
- نعم، كثيرا ما كانوا يستخدموننا للحفر في الدوائر وخارج المدن وكذلك في المعسكرات وكانوا يحولونها الى سجون خاصة يعتقلون فيها الاشخاص.
*ماذا كانوا يفعلون بتلك الحفارات والجرافات ايضا؟
- تلك الامور التي حدثتك عنها.
*لقد عشنا جميعا في العراق وراينا استبداد ووحشية النظام البعثي بأم اعيننا، والان بعد سقوط النظام يتكشف الكثير من الاسرار، نعلم انه كان يمتلك الالاف من القبور الجماعية.. دفن الالاف تحت الارض دون ذنب او اعدم الكثيرين ودفنهم دون ان يسلم جثثهم الى ذويهم. لقد ارتكب النظام كل ذلك والكل يعرف هذا ولكن من المهم ان يوجد هناك شاهد عيان على ارتكاب تلك الجرائم و يكشف عنها.. كن مطمئنا ان ماتفعله هو عمل انساني كبير..تريح به ضميرك مستقبلا وتحسب لك حسنة عظيمة عند الله لانك تروي كل شيء سمعته او تعرفه لنسجله..ان كل ماتقوله هي حقيقة حدثت في الواقع ولكن هناك احداث خافية عن الناس وانت تأتي لتروي ما حدث، انا لا اطلب منك ان تروي شيئا لم يحدث، فقط اريد منك ان تروي الاحداث التي وقعت ومضت ولا علم لنا بتفاصيلها؟
- نعم، كان هذا النظام ظالما و فعل الكثير..قتل الكثيرين.. واعدم الكثيرين وبعد قتلهم حفر القبور بالحفارات ورمى جثثهم فيها..ما فعلناه كان حسنة حين دفننا الجثث.. وقد احب الله مافعلناه..فانا لم اقتلهم انا دفنت جثثهم.
*انا ايضا قلت انك كنت تؤدي واجبك..والان ستفعل خيرا عظيما اذا رويت ما كنت تكلف به من اعمال.. وربما هناك اشياء كثيرة لا يعلمه احد غير الله ونفسك!؟
- هذا صحيح، لقد قتلت هذه الحكومة الظالمة اشخاصا ورمت بجثثهم في مكان ما وبعد ذلك نحن دفنناها وربما الله وحده يعلم اين يقع ذلك المكان، وربما كان ذووهم ينتظرونهم الى الان..!
*اذا فانت تؤيدني الان حين اقول انك تفعل خيرا بكشفك لتلك الاسرار..؟
- نعم ، نعم..!
*كم سنة بقيت في عرعر..؟
- سنتان وعدة اشهر.
*ماذا رايت من حالات قتل او دفن جثث القتلى خلال مدة بقائك في عرعر؟
- لاشيء.
*كيف.. هذا معناه ان جهاز الامن في عرعر لم يقتل شخصا خلال تلك المدة؟
- يا اخي لم يكن الامن هو اعتقال الناس و جمعهم ثم قتلهم.. كان عمل الامن مراقبة الناس وجمع المعلومات..اذا وجد معلومات حول شخص يعمل بطريقة ليس من مصلحة السلطة فكان يعتقل ويعذب ويبقى لفترة في المراكز، اذا اعترف عندها كانوا يرسلونه الى الجهات الاعليا ويحكم عليه بالسجن او بالاعدام، اما اذا لم يعترف فحينها كانوا يرسلونه الى مديرية الامن العامة في بغداد لاجراء المزيد من التحقيقات.
*اذا لم تشاهد حالات القتل والاعدام هناك..؟
- لم تكن حالات الاعدام تنفذ هناك الا اذا مات شخص تحت التعذيب..لا لم يوجد..كانت تلك الحالات توجد في مديرية الامن العامة خصوصا خلال سنوات الاخيرة من الحرب العراقية الايرانية، عندما كنت في عرعر كانت الحرب في بداياته.
*الى اين ارسلوك بعد نقلك من عرعر؟
- خلال فترة بقائي في عرعر ارسلوني عدة مرات الى دورات في المديرية العامة في بغداد.
*اية دورات؟
- السياقة.
*هل اكون واثقا مما تقول؟
- يا اخي لقد جئت الى هنا خوفا من الله وفي سبيله وفي نفس الوقت ما افعله هو عمل انساني، لن اكذب من اجل احد ولماذا اكذب؟ انا اقول لك ان عملي في الامن كان السياقة..!
*عفوا لنعد الى فترة اعادتك من عرعر؟
- اعادوني الى مكتب الجوازات في الانبار ومن ثم الى مديرية الامن العامة في بغداد التي كان علي حسن المجيد مديرا لها حتى سنة 83-84 بعد ذلك نقلت الى مديرية امن الكوت حتى يوم 17/8/1988.
*متى كونت اسرتك؟
- عندما اعادوني الى الامن العامة في بغداد.. بقيت هناك عدة اشهر شعرت فيها انني استطيع ان ضمن حياتي هناك واكون اسرة. تزوجت واقمت حفل الزفاف في يوم 15/3/1983.
*هل كنت تعرف الانسانة التي اصبحت شريكة حياتك قبل ذلك ام تعرفت عليها خلال فترة تواجدك في بغداد واقترنت بها؟
- كانت ابنة عمي ولكنني لم ارها ولم اكن اعرفها من قبل.
*اذا كانت ابنة عمك فلماذا كنتم بعيدين عن بعض بحيث لم تكن تعرفها..؟
- كان عمي قد تزوج انذاك في بغداد وانتقل اليها وكنا نحن في (ام ريعان) وكان الوضع يختلف عما هو عليه الان، كانت الزيارات قليلة، اذا غادر احد الى منطقة بعيدة فلم يكن اهله يستطيعون ان يزوره الا بصعوبة.. وهكذا افترق عمي عن والدي مبكرا وحين وجدنا بيت عمي كان قد مر وقت طويل على وفاته..كان قد ترك طفلتين بعد وفاته وعندما كبرتا تزوجتا..حين علمت بالامر كانت ابنة عمي لديها (6) اطفال من رجل اخر وقد طلقها زوجها وانفصلا، عندها تزوجتها انا.
*اذا كانت متزوجة من رجل اخر و لديها (6) اطفال قبل ان تصبح زوجتك؟
- نعم كانت لديها (6) اطفال.
*وانت كم طفلا لديك الان؟
- ستة اطفال.
*يعني انها كانت لديها ستة اطفال من زوجها الاخر وكذلك ستة منك؟
- نعم.
*هل لنا ان نعرف اسماءهم حسب العمر والجنس.. اقصد اطفالك انت؟
- لم لا..؟ لدي اربع صبيان وبنتان، الاولى اسمها (ايفان) ولدت سنة 1984 وبعد ايفان رزقنا بطفلين مرة واحدة، ولد وبنت (احمد و سوزان) ولدا سنة 1985، و سلام في سنة 1986 ومعتز سنة 1987 وقبل الشهر الثالث من سنة 1988 رزقت بولد اخر اسمه (حيدر) وهو اصغرهم.
*اسماء اثنين من اطفالك كوردية (ايفان وسوزان)، كيف سميتهما هكذا؟
- كان لدي اصدقاء اكراد، اصدقائي الاكراد اعطوني هذه الاسماء.
*هل تعلم اطفالك؟
- نعم، في البداية ادخلتهم جميعا المدرسة ولكنهم لم يكملوا التعليم.
*لماذا لم تهيء لهم فرصة ليكملوا تعليمهم؟
- بناتي اكملن الابتدائية ثم تركن المدرسة. ومن ابنائي اكمل (احمد) الابتدائية ثم ترك التعليم..واصبح معتز الان في الصف الاول المتوسط وحيدر في الصف السادس الابتدائي ولكنني لا اعلم ان كانوا سيستطيعون ان يكملوا التعليم او سيتركونها مثل اخوانهم واخواتهم.
*هل يمكنك ان تقول لي ماهو سبب تركهم التعليم؟
- كان بسبب قلة الامكانية.. الحياة هنا صعبة.. كان راتبي يكفينا لنعيش حياة بسيطة فقط لم اكن استطيع ان اصرف على الاطفال ليذهبوا الى المدرسة.. ترك ابني احمد التعليم لنفس السبب وهو يعمل صباغا للاحذية منذ سنتين.
*اعتذر منك لانني اشعر انه حين تتحدث عن خصوصيات اسرتك اكاد اجرح مشاعرك لذا دعك من ذلك الحديث..حينما كنت في مديرية الامن العامة في بغداد ونحن نعرف ان تلك المديرية كانت كمجزرة، هل لك ان تطلعنا على بعض التفاصيل عن تلك المديرية؟
- والله لا اعلم عن اي شيء احدثك.. لقد اشرت بنفسك الى انها كانت مثل مجزرة.. انا اؤيدك في ذلك كانت مثل مجزرة ولكن مجزرة للانسان وليس للحيوان.
*هل يمكن ان تذكر لنا بعض الامثلة على الجرائم التي ارتكبت هناك وقد شاهدتها كشاهد عيان؟
- ليس انا فحسب، لو ان اي شخص كان في الامن العامة لكان يعرف ماذا يحدث هناك.. هناك كان يسلخ الانسان... كان هناك العشرات و العشرات من ادوات التعذيب، الكثير من اجهزة التعذيب كانت تأتي من خارج العراق.
*من اي بلد؟
- ومن يعرف ذلك..هل كانوا يطلعون سائق سيارة على ذلك السر..؟ كان المسؤولون الكبار هم الذين يعلمون ذلك فقط.
*كيف كانت اساليب التعذيب؟
- لا اعلم لم يكن عملي هو تعذيب الاشخاص..لم اكن جلادا. كنت سائقا.. سائقا.
*اعلم انك كنت سائقا ولكن اذا عملت في مؤسسة ما فبدون شك تعرف جزءا من المعلومات حول تلك المؤسسة؟
- قلت لك وقد اقسمت لك منذ البداية بان اروي لك كل ما اعرفه، اقول ما رايته، لقد جئت بنفسي خوفا من الله لكي اكشف تلك الحقائق الخافية، لن اقول زيادة او نقصان والله يعلم ما اقول.
*حسنا اذا كنت لم تر ذلك، الم تسمع من احد او لم يحدثك عنه اجد اصدقائك؟
- ماذا..؟
*حول عمليات التعذيب؟
- كيف لم اسمع عنها.. سمعت عشرات الروايات..ولكني قلت لك منذ البداية بانني ساتحدث عن الذي شاهدته فقط.
*اذا امكن ان تتحدث لنا عما سمعته عن حالة اوحالتي تعذيب كما روي لك؟
- هناك نوع من التعذيب الهدف منههو اعتراف الشخص فيعذبونه حتى يضطر للبوح بما يعرفه..وهناك نوع اخر مختلف الهدف منه قتل الشخص متألما.. وهناك ايضا نوع يقطعون فيه الشخص الى اجزاء..وكذلك هناك نوع يسحبون فيه الشخص حتى يقطعوه..قد يعمدون الى الحرب النفسية مع الشخص حيث يأتون باقربائه من النساء والاطفال ويعزبونهم امامه، حتى انهم قد يغتصبونهم..لقد فعلوا كل ما يقال..انا نفسي لست على علم بذلك كل ما اعلمه واشهد عليه هو قتل ودفن المؤنفلين اسألني عن ذلك.
*سأسالك عن ذلك وكل هدفنا من هذه المقابلة هو شهادتك حول الانفال ولكني كنت اود ان استفيد من تلك المعلومات الاخرى التي تعرفها حول القتل والترهيب في العراق، اما الان فساتحول الي موضوع الانفال واسالك ماذا تعرف عن الانفال؟
- وماالذي لا اعرفه..؟ اتذكر كل ما رأيته بعيني.
*هل عندك استعداد لتروي لنا ما رايته..؟
- نعم انا مستعد لان اروي لك ومستعد ان اروي ما رايته امام كل التلفزيونات والقنوات الاعلامية في العالم وكذلك مستعد لادلي بشهادتي امام المحكمة الدولية واقسم بالله على ان اروي الحقيقة فقط اعماني الله اذا كنت اكذب، انا لا اكذب من اجل احد، اتيت خوفا من الله، طوال (15) سنة يراودني كل ليلة لقطات القتل ودفن كل اؤلئك النساء والاطفال كفيلم فيديو فقد كان ضمنهم اطفال رضع في عمر (35) يوما طمرتهم بالتراب بالجرافة.
*اين كنت عندما بدأت حملات الانفال؟
- لا اعلم متى بدأ الانفال..! حتى اعرف اين كنت حينها..!
*الانفال كعملية عسكرية بدأت في 18 شباط 1988..!؟
- وقتها كنت في امن الكوت.
*وكيف نقلت الى المناطق التي شنت عليها حملات الانفال وكيف شاركت في الانفال؟
- في يوم 17/7/1988 نقلت بامر من امن الكوت الى (مكتب تنظيم الشمال).
*من اصدر ذلك الامر..اصدرتها مديرية امن الكوت او جهة اخرى؟
- صدر الامر من قبل مديرية الامن العامة.
*هل كان الامر يتعلق فقط بنقلك انت وحدك؟
- كلا، الم اقل منذ البداية ان كل مديرية كانت تملك جرافات وحفارات خاصة بها وان كل مديرية كانت جميع المديريات لديها سواقها لسياقة تلك الجرافات والحفارات..! كان الامر صادر من الامن العامة لنقل عدد من السواق من مديرياتهم الى مكتب تنظيم الشمال الذي كان يديره علي حسن المجيد انذاك.
*كم من السواق في مديرية ام الكوت نقلوا بموجب ذلك الامر؟
- كنت انا وحدي من الكوت..!
*هل كان اختيار السائق الذي يغادر يتم من قبلكم انتم السواق او كان يحدد الشخص من قبل المديريات؟
- ليس بطلب منا او من اختيار مديرياتنا، الامر الذي صدر من الامن العامة حدد الاسماء، فمثلا من مديرية ام الكوت حدد عبدالحسن ومن مديرية ام النجف حدد فرحان وهكذا طلب الاسماء من كل مديرية.
*اذا فقد تم اختيارك لذلك العمل من قبل مديرية الامن العامة؟
- نعم..!
*ماذا كان منصبك عندما كنت في جهاز الامن؟
- كنت اعمل كموظف ومهنتي هي السياقة.
*سألتك عن المنصب وليس المهنة، ماذا كان درجتك الحزبية؟
- لم لدي منصب انذاك ولاحقا اصبحت مفوضا.
*وهل كنت عضوا في حزب البعث؟
- عندما تم تعييني اصبحت بعثيا..
*اي تعيين تقصد، هل تقصد بداية تعيينك في 1978؟
- نعم عندما تم تعييني اصبحت بعثيا لانني لو لم اكن بعثيا لما عينت، كيف كانوا يسمحون لاي شخص بالبقاء لو لم يكن بعثيا..؟
*اذا فقد كنت قد انضضمت الى صفوف البعث قبل (11) سنة من الانفال، ماذا كان منصبك الحزبي؟
- لاشيء، كنت عضوا فقط.
*يجب ان يكون هناك سبب لاختيارك من قبل مديرية الامن العامة لذلك الامر اما المنصب والثقة الامنية او الدرجة الحزبية والا لما كان البعث يرسل لعمل مهم بالنسبة له شخصا كما تقول بسيطا مثلك؟
- لا لم يكن لدي اية درجة بعثية لانهم جعلوني بعثيا حين تم تعييني وبعد ذلك عندما تم نقلي الى المدن الاخرى لم يبق لدي اية علاقة حزبية..الانضمام الى البعث كان مهما من اجل التعيين فقط وليس لامور الامن الاخرى.
*وانت ماذا كنت تظن انه السبب في اختيارك لذلك الامر؟
- كان السبب الوحيد هو انني كنت سائقا للجرافات والحفارات وشاركت في دورات الاليات.
*حسنا ولكنك لم تكن الوحيد الذي شارك في الدورات؟
- هذا صحيح، ولكنهم لو اختاروا اي شخص كان الامر نفس شيء، ان المهم هو انهم كانوا يريدون سائق جرافة و كنا نحن سواقا فلم يكن هناك اختلافا بين (زيد وعبد)..لا اعلم ما هذه الاسئلة، لقد اتيت اخبركم ان هناك حالة كهذه.. حثني ضميري على ان اكشف عن هذه الحقيقة.. لم اعترف عن طريق التعذيب حتى تسالني وتنتظر مني ان اقول اشياء اخرى.
*لا تحزن، حديثنا هذا يحتوي على الاف الاسئلة.. هناك الاف الاشخاص ينتظرون اجباتك، نريد ان نسمع منك كل صغيرة وكبيرة عن تلك الماساة؟
- لا هذا شيء اعتيادي ولكن هناك امور ليست لها علاقة بي.
*حسنا، بعد صدور امر نقلك، متى التحقت بمكتب تنظبم الشمال؟
- عندما جاءنا الامر طلب منا ان نذهب الى الامن العامة ومن هناك ارسلونا الى مكتب تنظيم الشمال في كركوك.
*الا تتذكر في اي يوم كان؟
- بلا، كان يوم 21/7/1988.
*هل كنت وحدك او كان معك زملاء؟
- كنا عددا من السواق جاء كل واحد منا من مديرية مختلفة.
*هل تتذكر اسماء زملائك السواق؟
- فرحان جابر كان من اهالي النجف وقد جاء من مديرية امن النجف..سعدي لا اعرف اسم والده جاء من مديرية امن بغداد..احمد اسماعيل من اهالي تكريت جاء من مديرية امن تكريت وعلي جاء من امن الديوانية..وصلنا في نفس اليوم الى كركوك واوصلونا الى مقر مكتب تنظيم الشمال ومن هناك ذهبوا بنا الى مخزن المواد الغذائية على طريق بغداد في كركوك والذي اصبح الان محطة لنقل النفرات..راينا هناك عددا من الجرافات والحفارات بالاضافة الى بعض القلابات من نوع البي وتريلات من نوع انترناش وكانت لوحات ارقامها باسم (اسكان) التابعة لشركة (اشور)..ذهبوا بنا الى داخل المبنى وكان الطابق السفلي سردابا حيث اقمنا فيه اما الضباط فكانوا في الطابق الاعلى.
*كان ذلك المكان تابعا لاية جهة ومن كان مسؤولا عنه؟
- كان الرائد عبد مسؤوله وكانت هناك قوة تابعة لمكتب تنظيم الشمال كانوا موجودين للامر نفسه.ٍ
*كم يوما بقيتم هناك؟
- عشرون يوما على ما اظن، بقينا الى 11/8.
*الم تكونوا تخرجون الى داخل المدينة؟
- كلا، جاء شخص باسم الرائد نزهان طوغان والذي كان قائدا لسرية حراس علي حسن المجيد، قال لنا بان لا يخرج احد منا الى المدينة لان المنطقة منطة كردية والاكراد يعرفون اننا تابعون لجهاز الامن وسيقتلوننا.
*هل صدقتم كلام الرائد نزهان بانكم لو ذهبتم الى السوق ستتقتلون من قبل الاكراد؟
- نعم، كنا نخاف لانهم كانوا في كركوك من قبل ومن الواضح انهم كانوا على اطلاع على الاوضاع داخل كركوك.
*الم يسال احد لماذا سيقتلونكم الاكراد؟
- لا لا..ومن كان يجرؤ على سؤال كهذا..كانوا يتبعون سياسة غريبة..تارة يصغرون الدنيا امام اعيننا وتارة يخوفوننا.
*ايمكنك ان توضح لي اكثر ماذا تقصد؟
- اذا ارادوا تخويفنا لغرض ما، كانوا يتحدثون عن امور تكاد ترهبنا، فمثلا خلال المدة التي كنا فيها في كركوك كانوا يقولون لنا انه اذا ذهبنا للسوق فان الاكراد سيقتلوننا بالسكاكين اوالاسلحة او سيختطفوننا بالسيارات..اما اذا ارادوا ان لانخاف فكانوا يشجعوننا على عدم الخوف.
*قلت انكم بقيتم على هذه الحال حتى يوم 11/8، ماذا جرى بعد ذلك؟
- في يوم 11/8 جاء الرائد نزهان في سيارة لانكروزر وتحدث مع الرائد عبد على انفراد..بعدها استدعونا انا وفرحان من بين السواق وجاء معنا شخص كان ضمن سرية حماية علي حسن المجيد وسلكنا الطريق بالحفارات.. جئنا الى هذا المكان الذي نجري فيه المقابلة والذي دفننا فيه المؤنفلين قبل (15) سنة)..عندما جئنا كانت هناك سيارة لاندكروزر واقفة في هذا المكان وكان الرائد نزهان والرائد عبد موجودين في المكان.
*عندما بدأتم السير الم تسالوا الى اين تذهبون او ماذا تفعلون؟
- كلا، ومن كان يستطيع ان يسال..كنا سواقا وكان على السواق تنفيذ الاوامر فقط.
*عندما وصلتم للمكان وكان الرائد نزهان والرائد عبد هناك، ماذا قالوا لكم؟
- في البداية لم يقولوا لنا شيئا، كانوا يتحادثون ويشيرون بايديهم هنا وهناك، وبعد فترة طلبوا منا ان نبدأ الحفر.
* من طلب منكم ذلك؟
- الم اقل الرائد نزهان والرائد عبد.
*وانتم هل بدأتم الحفر مباشرة؟
نعم، قالوا لنا ان نحفر الحفر على اشكال مربعة، وعندما بدأنا الحفر قالوا لنا ان نحفر على شكل صناديق..
*من كان موجودا غيرك انت وفرحان والرائد نزهان والرائد عبد؟
- كان العشرات من حراس الخاصين التابعين لسرية حماية علي حسن المجيد موجودين هناك.
*هل كان علي حسن المجيد نفسه موجودا حتى تتواجد العشرات من حراسه..؟
- كلا، كانوا يحمون المكان والحفارات والرائد نزهان والرائد عبد.
*عندما وصلتم الى المكان ورايتم الحراس والرائدين..الم تقل في نفسك لماذا قد اتوا بكم الى ذلك المكان..الم تسأل نفسك هذا السؤال؟
- كلا، لانني كنت اعلم ان لديهم عملا ما في ذلك المكان المقفر لذلك اتوا بنا اليه ويحفرون فيه.
*هل كانت لديك قناعة بانهم يريدون تلك الحفر لدفن الاشخاص ام كانت لديك وجهة نظر اخرى؟
- في البداية كنت اشعر ان لديهم عمل ما ولكن عندما وصلنا الى هنا ورايت هذه المنطقة الغير مسكونة، توجست وقلت في نفسي من الواضح ان هناك امرا ما، لان هذا المكان كان انذاك غير مسكونا حتى ان تلك القرى لم تكن موجودة ولم تكن تلك هذه الحقول والمزارع موجودة كان المكان مقفرا..بعد ذلك جاؤوا بالعرب وبنوا هذه القرى.
*الم تسأل زميلك فرحان او تتحدث معه لكي تعرف مارايه هو حول حفركم في تلك الارض المقفرة؟
- كلا، لان كل واحد منا كان يقود حفارته ولم استطع ان اساله..
*من كان يحدد لكم الاماكن لتحفروا فيها؟
- كان الرائد نزهان بنفسه يحدد المسافات.
*كم كانت الساعة عندما بدأتم الحفر..؟
- كانت الساعة التاسعة صباحا.
*والى متى واصلتم الحفر..؟
- الى الساعة الثامنة مساءا..
*كم مكانا حفرتم..؟
- اتذكر انه حفر حوالي (4 الى 5) مكانا وكان طول كل واحدة منها تصل الى (20-25) مترا وعمق كل واحدة منها يبلغ (2.5- 3) مترا.
*هل قالوا لكم ان تحفروا على ذلك العمق ام اختيار العمق من قبلكم انتم؟
- كان الرائد نزهان يشرف على عملية الحفر، كنا ننفذ ما يقوله..
*بعد الساعة الثامنة مساءا ماذا فعلتم؟ او ماذا فعلوا..؟
- عندما انتهى الحفر اعادونا الى كركوك الى نفس المكان الذي كان فيه.
*اذا فقد كنتم يوم 11/8 تحفرون فقط؟
- نعم..
*ومتى دفنتم المؤنفلين..؟
- في الليلة القادمة الساعة العاشرة من ليلة 12/8/1988.
*بماذا كنت تفكر يوم 12/8/1988 و كيف قضيت ذلك اليوم وقد حفرت في المساء الفائت حفرا للموت لمجموعة من الناس؟
- لانني لم اكن اعلم ماذا يفعلون بتلك الحفر، لم افكر في شيء، قضيت ذلك اليوم اعتياديا لانهم كانوا يقومون بالكثير من الامور السرية والخاصة، وكثيرا ماكانوا يصنعون بنا الحفر لاخفاء الجهزة العسكرية والعتاد وغيرها من الاشياء، ولم اشعر ان هذه الحفر ستستخدم للانسان، لانهم في البداية قالوا لنا ان نحفر على اشكال (مربعة كبيرة) ثم غيروا رأيهم وقالوا لنا ان نحفر على اشكال (عميقة وطويلة)..
*الم يأتي اي من الرائد نزهان او طاهر حبوش او عبد ذلك اليوم الى مكان اقامتكم ليحدثوكم عن شيء ما، او ليقولوا لكم ان تستعدوا لامر هام تلك الليلة؟
- كلا لم يأتوا ولم يقل لنا احد شيئا وقد كنا مستعدين دائما ولم يكن هناك حاجة ليعلمونا لكي نستعد.. متى ما احتاجونا كنا في اتم الاستعداد.
*هل ابلغتم من قبل بان تكونوا على استعداد دائم في هذه الحالات بمعنى هل اعلنت حالة الطواريء لكي تكونوا دائما على استعداد للقيام باعمال مهمة..؟
- الم اقل منذ البداية بانهم قالوا لنا بألا نخرج الى داخل المدينة، كنا دائما في المكان الذي حدد لنا..
*حسنا، متى اخذوكم من المكان الذي كنتم تبقون فيه الى مكان القتل الجماعي للمؤنفلين في يوم 12 من الشهر..؟
- بقينا حتى الساعة العاشرة ليلا في مكاننا، اعتقد ان الساعة كانت العاشرة وبضع دقائق قليلة حين جاءنا الرائد نزهان وابلغنا ان نتبعه للقيام بامر مهم..
*هل ابلغتم في اليوم السابق بانهم سيستدعونكم تلك الليلة لامر مهم..؟
- كلا..!
*عندما جاء الرائد نزهان ليذهب بكم هل كنت مستيقظا ام نائما؟ ماذا كنت تفعل..؟
- كان والقت مبكرا للنوم، كنا جالسين نتسامر، لاننا في ذلك اليوم كنا فرحين جدا..
*لماذا كنت فرحين، فرحين بعمليات الانفال..؟
- كلا، لم اكن اعرف بعد ماهو الانفال ولم اسمع به..!
*فلماذا كنتم فرحين اذا ذلك اليوم..؟
- لم يكن قد مر اكثر من ثلاثة او اربعة ايام على انتهاء الحرب العراقية الايرانية، كنا فرحين بذلك وبان الحرب قد انتهت وان الشعب العراقي سيرتاح للوهلة..واخيرا زال خوفنا من اننا سنهلك وكنا نظن ان القتل في العراق سوف ينتهي..
*هل كان الرائد نزهان وحده حين جاء وامركم بالتحرك..؟
- كلا، كان برفقته اربعة او خمسة سيارات من نوع مرسيدس بيضاء اللون وفي داخل كل منها اربعة اشخاص من الحماية..
*الى اين توجهتم..؟
- توجهنا من طريق (كيوان عرفة) نحو طريق بغداد، كانت الحماية في المقدمة ونحن وراءهم وتوجهنا نحو الاماكن المحفورة بين يايجي و طوبزاوة..
* بماذا كنت تشعر وهم ياخذونكم نحو نفس طريق الليلة الفائتة، او ماذا كنت تظنهم سيطلبون منك؟
- في البداية كنت اظن انهم سيحفرون بنا حفرا اخرى، ولكن حين اقتربنا من المكان تغير شعوري.
*لماذا تغير؟ ماذا رأيت..؟
- لان المكان الذي حفرناه الليلة الماضية كان محاصرا بقوات خاصة..
*الم يكن كذلك الليلة الماضية..؟
- كلا لم يكن كذلك الليلة الماضية، كان الرائد نزهان والرائد عبد وحراسهما موجودين فقط..ولكن في الليلة الثانية اي ليلة 12 من الشهر كانت كل الطرق الرئيسية والتلال والهضبات وانحاء المنطقة محاصرة بشكل واسع.
*اية قوات كانت..قوات الامن ..الاستخبارات.. القوات الخاصة..الجحوش الكردية..ام الجنود العاديين..؟
- لا اعرف، لاننا رأينا فقط ان قوات كبيرة تحرس المنطقة..كيف نعرف اية قوات كانت..لايمكن ان يكونوا جنودا عاديين بينهم اكراد لكي يذهبوا غدا ويرووا ماحدث..طبعا كانت قوات خاصة..تابعة للامن الخاص او مكتب تنظيم الشمال..!
*هل تستطيع ان تحدثني عن تلك المشاهد بشكل ادق..او تصفها بشكل احسن..!؟
- اصف ماذا؟ هل توصف الجريمة..انا اقول انهم قتلوا الاكراد وارتكبوا جريمة امام اعيننا..انا لست مجرما حتى تكون الجريمة والقتل عندي مشروعا وطبيعيا حتى اصفها..!
*اعذرني ارجو الا تفهمني خطاءا حين اطلب منك ان تصفها لي، ما اقصده هو رواية ما ارتكب امام عينيك بدقة..؟
- نعم، ولماذا اتيت اليك جالسا هنا..الا تقصد ان اروي لك ما رايت..؟
*جيد جدا، الا تعرف كم كانت الساعة حين وصلتم الى مكان الحدث..مكان الحفر..؟
- لا لا اعرف، ولكن احسبها انت، كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة ليلا بقليل ونحن داخل كركوك، فاعرف كم تصبح الى هنا..!
*قلت ان القوات كانت موجودة في الطرق الرئيسية والتلال والهضبات..غير تلك القوات اكان هناك اي مسؤول امني او عسكري او شخص جاء من مكان غير معروف موجودا..؟
- نعم، بالاضافة الى الرائد نزهان الذي جاء واخذنا معه وكان طوال الطريق يسير امامنا، عند وصولنا الى الى هناك كان طاهر جليل حبوش الذي كان انذاك مديرا لمكاتب منظمات الشمال واصبح فيما بعد محافظا للانبار وبعد ذلك مديرا للمخابرات العامة في العراق واقفا فوق تلك التلة المطلة على الحفر..
*ماذا فعلتم عند وصولكم..؟
- كنا ننتظر الاوامر، ننتظر لنعرف اي عمل سيكلفوننا به..
*قبل ان يكلفوكم باية اعمال.. ماذا رأيتم؟.. او ماذا حدث امام اعينكم وانتم قفط تشاهدون..؟
- اعرف ماذا تقصد، كنا في كل شيء مشاهدين والذي فعلناه كان امرا ننفذه..
*سألت عن الذي حدث امام اعينكم.. لم اتحدث عن تحديد المجرم..؟
- رأينا كل الذي حدث..
*مثل ماذا..؟
- مثل قتل الشبان الاكراد..
*هل كان الشبان الاكراد هناك عندما وصلتم انتم..هل اعدوا للاعدام..؟
- كلا، الم اقل انه عندما وصلنا كان هناك قوة من الحراس و طاهر والرائد نزهان..
*متى احضروا المؤنفلين الى مكان الاعدام..؟
- قبل ان يحضروا المؤنفلين احضروا الفرقة الخاصة بالاعدام..
*هل رايت الفرقة بعينيك..؟
- نعم..
*اين كنت عندما احضروا الفرقة، كنت في اي جهة من الحفرة..كم كنت تبعد عن الفرقة..؟
- كنا معا جميعا..
*اعرف انكم كنتم معا ولكن هل كنت فوق الجرافة؟ كم كنت تبعد عن طاهر حبوش والرائد نزهان والفرقة التي احضرت للاعدام..؟
- لم اكن بعيدا، لاننا كنا قد اوقفنا الجرافات واطفأناها وكنا واقفين حول الحفر..
*اذا كنت قريبا منهم بحيث تعرف الان نوع ملابسهم وبنادقهم..؟
- كانوا يرتدون ملابس خضراء زيتونية..وكانوا يحملون المسدسات بايديهم..
*والبنادق الاخرى..؟
- كلا كانت مسدسات فقط..
*على هذه فقد قتلوا المؤنفلين بالمسدسات..؟
- نعم تلك المجموعة..
*هل كانت فرقة الاعدام ملثمين..؟
- كلا، كانوا اعتياديين..
*اذا كانوا غير ملثمين وكنت قريبا منهم فانت تتذكر وجوههم..؟
- ليس فقط وجوههم..كنت اعرف مجموعة منهم..!
*كيف كنت تعرفهم..؟
- خلال الايام العشرين التي بقينا فيها هناك كان اولئك الضباط دائما يتجولون في تلك الانحاء، وبعد ذلك ايضا بقيت فترة اخرى لذلك كنت اعرفهم.
*هل تستطيع ان تقول لنا من كانوا..!؟
- قلت لك بانني ساتحدث عن الاشياء التي تتعلق بي.. الاماكن التي فيها المقابر..انت تقول لي الان من هم وغدا تقول لي هم من اهالي اية منطقة، وياتي يوم وتهددني وتقول الا تعرف اين هم..
*وانا قلت لك ان شهادتك انت وامثالك مهمة للمحكمة الدولية..والا فاننا لو ضربنا العرب بالاسلحة النووية لن ننتقم للمؤنفلين..!؟
- لماذا العرب..! ليس كل العرب منذنبون..هل مافعله البعث بعرب الجنوب (الشيعة) قليل..؟
*دعنا لا نخرج من الموضوع..كما قلت فان تلك الاسماء مهمة للشهادة وليس للانتقام..؟
- كانت الفرقة التي تقوم بعملية الاعدام مكونة من (11) شخصا، الملازم اول صائب كان مرافقا لعلي حسن المجيد، الملازم اول صائم من اهالي الانبار، الملازم اول سعود والرائد عبد وعدد اخر..
*هل كانت اسلحتهم كلها مسدسات..؟
- كان جميع يحمل نوعا واحدا من المسدسات وجميعها كاتمة للصوت..
*ماذا كانت تفعل فرقة الاعدام قبل البدء بعملها..؟
- كانوا مثلنا يتجولون في المنطقة منتظرين فريستهم..
*متى احضروا المؤنفلين..؟
- في نفس الوقت الذي اوصلونا يبدو انهم قد ارسلوا قوات خاصة لاحضار المؤنفلين..لان فرقة الاعدام وصلت بعد فترة وجيزة من وصولنا، بعدها بفترة احضروا المؤنفلين..
*كيف احضروهم.؟
- بالسيارات..
*اي نوع من السيارات..
- كانت السيارات تشبه سيارات الاسعاف (مغلقة) وكانت اكبر من سيارات الاسعاف و اطول منها بقليل..
*كم كان عدد السيارات..؟
- ستة سيارات على ما اظن..
*الم تأخذ ارقام اية سيارة منها..؟
- كلا، لم انظر اليها..
*هل اقتربت السيارات من الحفر..؟
- نعم اتت السيارات حتى اطراف الحفر..
*هل انزلوا جميع الاشخاص واصطفوهم حتى قتلوهم..ام ماذا اذا امكن ارويه لنا..؟
- قبل كل شيء عندما احضروا المؤنفلين شغل جميع السيارات بامر من طاهر حبوش حتى اننا صعدنا الى الجرافات وابلغونا ان نشغلها ونرفع صوتها..كانت السيارات الستة التي فيها الاكراد محاصرة من قبل القوات الخاصة، وقد احضرت واحدة بعد واحدة الى اطراف الحفر، عندما كانوا يعدون سيارة على اطراف الحفر كان الضباط ال(11) الذين تحدثت عنهم يفتحون باب السيارة وكان هناك حارسين قرب باب السيارة يجرون احد الاكراد من يديه، ينزلونه ويسلمونه الى احد الضباط ويؤخذ الى اطراف الحفر حيث يطلق كل واحد منهم رصاصة على رأسه ويرمى في الحفرة.
*لا تستعجل..هل كانوا يوثقون ايدي واعين المؤنفلين عندما كانوا ينزلونهم من السيارة او كانوا يعدمون هكذا ببساطة..؟
- عنما احضروهم كانوا موثوقي الايدي والاعين..هذا الامر اعد مسبقا..
*اين اوثقت اياديهم واعينهم..؟
- لا اعلم اين، احضروهم وهم موثوقون..
*بماذا اوثقوهم..؟
- اوثقت ايادي اغلبهم بقطعة قماش رفيعة وطويلة كانوا يربطون بها وسطهم فوق الملابس.. لااهرف ما اسمها..
*(بشتوين)..؟
- نعم نعم كانت اياديهم موثوقة بها او بكوفية سوداء.. واعينهم موثوقة باقمشة..
*كيف كانت تلك الليلة..؟
- كانت ليلة مليئة بالجرائم..
*لم اقصد تعريفك لتلك الليلة..كنت اقصد اكانت ليلة حالكة اوكان القمر ساطعا..كيف كانت..؟
- لم تكن كثيرة الضياء..وكذلك لم تكن حالكة..
*قلت ان كل ضابط من الضباط ال(11) كان ينزل احدا من الاكراد ويقتله..هل كانوا يفعلون ذلك على شكل طابور وعلى التوالي ام كان كل منهم يفعل ذلك من تلقاء نفسه..؟
- كلا لم يكن كل واحد منهم يفعل ذلك من تلقاء نفسه، كان كل واحد من الاشخاص ال(11) يحضر احدا من الاكراد ويصطفون حول الحفر وينتظرون الاوامر ثم يبدأون باطلاق النار ويسقط كل المعدومين في الحفرة..
*من كان يامر باطلاق النار..؟
- لا اعرف..
*كيف لا تعرف، الم يكن كل ماحدث يجري امام نظريك..؟
- بلا، كان كله يجري امام عيني، ولكن حينها كنا فوق الجرافات ونشغلها لذا لا اعرف من اصدر الامر بالبدء..
*هل اعدموا وهم واقفون..؟
- لا، لا..كان كل واحد من الضباط ال(11) عندما ينزلون الاكراد، كانوا يركعونهم على ركبهم في اطراف الحفر وكانت اياديهم موثوقة الى الوراء، كان الضابط يضع قدمه على يديه من الخلف ويمسك رأسه بيده ويضع ركبته علي الارض ومسدسه موجه الى رأسه بقوة حتى يتلقى الامر بأطلاق الرصاص...
*الم يحاول اي من الاكراد الهروب او لم يهاجم الضابط او يواجهه او يوجه اليه اية كلمات..؟
- بالنسبة الى الكلمات لم اسمع شيئا..ولكن لم يحاول احد اية محاولة اخرى..وماذا يحاولوا كانوا موثوقي الايدي والاعين وكانوا اذلاء امام الظالم..
*عندما بدأ اطلاق النار وقتل كل ضابط فريسته، كيف رموهم في الحفر؟
- كما قلت لك لقد قتلوهم على اطراف الحفر، بعد اطلاق النار كان الضابط يركل المقتول بقدمه الذي كان وضعه على يديه من الخلف ويرميه في الحفرة..
*الا تظن انهم لم يموتوا بتلك الرصاصة وربما دفنوا احياء او مصابين..؟
- من الممكن انهم لم يموتوا بتلك الرصاصة، ولكن رميهم في الحفر فقط كان كفيل بكسر رقابهم، واذا كانوا احياءا فقد طمرناهم بالتراب ودفنناهم..
*هل قتلوا جميع الاكراد بتلك الطريقة في تلك الليلة..؟
- نعم، كما قلت فقد كانوا في ستة سيارات، كل واحدة فيها (50) شخصا، رموهم جميعهم في الحفرة في كل حفرة (75) شخصا..
*حسنا، عندما اعدمت المجموعة الاولى كيف لم يحاول اصدقاؤهم داخل السيارات والذين كانوا في انتظار الموت كيف لم يحاولوا الهرب..؟
- الم اقل لك ان اياديهم واعينهم كانت موثوقة..ربما لم يكونوا حتى يعلمون انهم يساقون الى الموت..
*وكيف ذلك..؟ الم يعدم اصدقاءهم بالقرب منهم..؟
- بلا، ولكن المسدسات كانت كاتمة للصوت كما ان اصوات السيارات والجرافات كانت تطغى على جميع الاصوات الاخرى وربما لم يسمعوا صوت الطلقات الا حين يأتي دورهم..
*كم استغرقت عملية الاعدام في تلك الليلة..؟
- والله لا اعلم، ولكن لم يستغرق الكثير..
*وانتم متى بدأتم بالطمر..؟
- بعد انتهاء عملية الاعدام، بدأنا نحن بطمرهم..
*في تلك اللحظات التي كانوا يعدمون امام عينينك وبعدها طمرتهم بنفسك، بماذا كنت تشعر..؟
- كنت اشعر بوحشيتي..
*فلماذا اذا قمت بذلك..؟
- كنت سالقى نفس المصير اذا لم اقم به..
*هل قال لكم احد بانكم ستلقون نفس المصير اذا لم تقوموا بذلك..؟
- مئات المرات..
*اين ومتى كانوا يقولون لك ذلك..؟
- في اجتماعاتنا..
*اية اجتماعات..هل اجتمعوا بكم قبل القيام بذلك العمل..؟
- كلا، في السابق..
*متى..؟
- هل تسألني عن قتل المؤنفلين او عن اشياء اخرى.. يا اخي، كان البعث ظالما..كان لي صديق غاب عن الدوام بسبب مراسم عزاء اعدم بسبب الغيابات، فكيف يقبلون الا يفعلوا ذلك في امور كهذه..
*كيف طمرتوهم..؟
- طمرناهم بالتراب الذي اخرجناه من الحفر في الليلة الماضة..
*هل كانت تلك الجريمة الاولى التي تشارك فيها..؟
- انا لم ارتكب جريمة، كان المجرمون هم الذين اصدروا الامر والذين اعدموهم..نحن دفنناهم ماهو ذنبنا..وقد جئت بنفسي ابلغكم بذلك بدون ان يذكر احد اسمي، اذا كنت مجرما لما اتيت..
* اعذرني، هل كانت تلك الحالة الولى التي تشارك فيها..؟
- نعم..
*وهل كانت المرة الاخيرة..؟
كلا..
*كانت مشاركتك في اية مرة اخرى..؟
- بعد عدة ايام من ذلك..شاركت في دفن النساء والاطفال المؤنفلين..
*اين..؟
- في منطقة طوزخورماتو..
* ماذا فعلتم بعد ليلة 12/8 بعد ان قمتم بعملكم اي بعد دفن تلك المجموعة من المؤنفلين، اقصد انت وزميلك فرحان، كيف قضيتم تلك الليلة..؟
- بعد الانتهاء من عملية الاعدام والطمر، جمعونا انا وفرحان وكل الحراس في تلك الانحاء واجتمعوا معنا بالقرب من الحفر وهددونا بالا نتحدث عما حدث عند احد..
*من اجتمع معكم..؟
- الرائد نزهان التكريتي..
*هل تتذكر حديثه..؟
- نعم..
*ماذا قال..؟
- قال: رأيتم هذا باعينكم..اذا كشف احد منكم عن هذه الحالة او همس بكلمة، فسيكون هذا مصيركم ومصير عوائلكم..
*الم يتحدث احد منكم بشيء..؟
- كلا، ومن كان يجرؤ على الحديث..
*حسنا وماذا فعلتم بعد الاجتماع..؟
- عدنا الى كركوك الى نفس المكان الذي كنا فيه..
*الم ترووا لاحد ماقمتم به عند عودتكم..؟
- كلا، ومن كان يجرؤ على روايته..الم اقل ان الرائد نزهان هددنا بالا نروي شيئا..
*وزملاؤكم الم يسالوكم اين كنتم والى اين اخذوكم.. ماذا كانت اجابتكم..؟
- في الليلة الماضة قلنا لزملائنا اننا كنا نحفر وتلك الليلة ايضا قلنا نفس شيء..
*وهل صدقوكم..؟
ولم لا، لانهم ايضا لم يكونوا يجرؤون على طرح المزيد من الاسئلة..
*هل كانت تلك الليلة اعتيادية بالنسبة اليكم..؟
- اية اعتيادية..؟ لقد قلت لك انه صار (15) سنة وانا يراودني ماحدث كل ليلة كشريط فيديو واتألم نفسيا حتى الان فكيف بتلك الليلة..
*هل نمت تلك الليلة..؟
كلا..
*وزميلك فرحان..؟
- لا اعرف، لا اعتقد انه نام ايضا..
*بماذا كنت تفكر تلك الليلة..الم تتمن ان تهرب من النظام وتروي ذلك الحدث للعالم..؟
- في البداية لم اكن اعرف من هم الذين اعدموا وماذا فعلوا حتى اعدموا عليه، لذلك كنت اقول ربما كانوا مجرمين..ولكن عندما عرفنا تلك الليلة بعد عملية الاعدام والطمر انهم مؤنفلون..اثر في ذلك كثيرا اكثر من انظر اليهم كمجموعة انسان.
*قلت انك عرف بانهم مؤنفلون الاكراد بعد عملية الطمر..! كيف عرفت ذلك..؟
- بعد عودتنا الى مكاننا، جاءنا بعض من افراد الحماية الخاصة بالاكل، هم قالوا لنا ذلك..
*ماذا قالوا..؟
- سألناهم ماذا كان هؤلاء..فقالوا هم الاكراد المؤنفلون وهم محتجزون في طوبزاوة.
*كيف تحدثتم عن ذلك..؟ او كيف تجراتم على الحديث عنه..؟
- لقد جاؤونا بالاكل وجلسوا عندنا وتحدثنا معا، في تلك الاثناء سالناهم وهذا ماقالوه..
*هل سمعت كلمة الانفال من قبل..؟
- كلا، سمعتها تلك الليلة..
*وماذا فعلتم في صباح غد..؟
- في الغد منحونا اجازة لمدة (3) ايام نذهب فيها الى بيوتنا ونعود بعده..
*وهل عدتم..؟
- نعم..
*هل تستطيع ان تحدثني عن تلك الايام الثلاثة وكيف قضيتها في البيت..؟
- انت تسأل اسئلة غريبة..
*انا اقصد تلك الحالة النفسية التي لم منعتك من النوم ليلة القيام بعملية الاعدام..اود ان اعرف هل ان عوتك الى بيتك واولادك وانت كنت بعيدا عنهم لفترة..الم يهدئك ذلك التغيير..؟
- عند عودتي كنت منزعجا ولا نفس لي في شيء..كان رأسي يكاد ان ينفجر..احست زوجتي بأنني لست طبيعيا وسألتني كثيرا فرويت لها كل ماحصل..
*الم تكن تخاف من انهم هددوكم بالموت في الليلة الماضية اذا رويتم ذلك لاحد..؟
- بلا، ولكن زوجتي لم تكن تكف عن الاسئلة من جهة ومن جهة اخرى اذا لم اروه لها رأسي كان سينفجر..
*وبعد ان رويت لها هل شعرت انك بدأت تهدأ..؟
- نعم، قليلا..
*وزوجتك ماذا قالت حين حدثتها عن مأساة عبارة عن مشاهد وحشية..؟
- هي كذلك انزعجت كثيرا ولكن لم نكن نستطيع فعل شيء..
*الم تقل لك بالا تعود الى العمل او لم تنصحك بالابتعاد عن امور كهذه..؟
- هي لم تكن تحب ان افعل ذلك، لو كانت بيدها كانت تريد ان اداوم بالقرب من منزلنا..
*الم تفكر ان تهرب من النظام خلال تلك الايام الثلاثة..؟
- الى اين اهرب..؟ هل كان هناك اي مكان..؟ لم يكن هناك مفر في العراق..لو فكرت في ذلك فقط لكانت حياتك ستكون اسوء منهم..
*بعد انتهاء اجازتك وعودتك الى كركوك..الم تشعر بان حدوث شيء ما..؟
- عند عودتي، شعرت ان امورا كثيرة قد تغيرت..
*ماذا مثلا..؟
- مثلا لم يبق زملاؤنا السواق هناك..
*اين اخذوهم..؟
- اخذوا الى منطقة بين جبل حمرين وطوزخورماتو..
*وماذا قلوا لكم..؟
- اخذونا ايضا الى زملائنا الاخرين..
*عندما ذهبتم ماذا كانوا قد فعلوا..اقصد عمليات الحفر ودفن المؤنفلين..؟
- لم نسألهم ماذا فعلوا..لانهم كانوا قد نصبوا الخيم وكانت قوات الحرس منتشرة في المنطقة..وكانت هناك حفر معدة..واوصونا نحن ايضا بان نحفر..
*وهل فعلتم..؟
- نعم، وكيف لا..
*متى احضروا لكم المؤنفلين..؟
- لا اعرف تأريخ ذلك اليوم..
*كم يوما كان بعد عودتك من اجازتك لثلاثة ايام..؟
- لا اعرف، لاننا بقينا في تلك المنطقة لفترة..وكانوا يأخذوننا من هناك الى اماكن اخرى قريبة من طوزخورماتو وجبال حمرين، كانوا ياخذون الجرافات والحفارات كل عدة ايام..
*انا اقصد ذلك اليوم الذي شاركت فيه..؟
- والله لا اعرف ولكنهم كانوا يرسلوننا لتلك الاعمال حتى يوم 15/9.
*اذا فانه حسب علمك كانت عمليات القتل والدفن في الحفر مستمرة من 11/8 الى 15/9..؟
- حسب علمي نعم..
*سالتك سابقا هل ان تلك الحالة كانت الاولى التي تشارك فيها والحالة الاخيرة قلت كلا فقد شاركت في فيها في طوبزاوة..ارو لي ذلك ومتى كان..؟
- قلت بانني لا اعرف تاريخ اليوم ولكنه كان في تلك الفترة..
*وزملاؤك الاخرين عدا فرحان هل شاركوا في تلك العملية..؟
- كيف لم يشاركوا..لقد اخذوهم في ليالي عدة الى اماكن اخرى ويقومون بنفس الامر..
*الا تعرف اين اخذوا..؟
- كلا، ولكن كل ما قام به فريقنا كان بين طوبزاوة وطوز الى جبل حمرين..
*اين شاركت ايضا بالتحديد في دفنهم..؟
- بين طوز الى حمرين وقرب طريق طوز الى دورة..
*هل كانوا شبانا ايضا..؟
- لا، كانوا من المسنين والنساء والاطفال ايضا..
*هل اعدموا بنفس الطريقة التي اعدم بها الشبان في طوبزاوة ويايجي..؟
- كلا اعدموا هذه المرة جماعيا..
*ماذا تقصد بالاعدام الجماعي..؟
- لقد اعدموا معا..مجموعة ثم مجموعة ويضربوان بالكلاشينكوف..
*هل كانت فرقة الاعدام نفس الفرقة السابقة..؟
- نعم، كانوا نفس الضباط ال(11) الذين تحدثت عنهم..
*باية سيارات احضروا المؤنفلين..؟
- بالسيارات المغلقة ايضا..
*عندما احضروهم هل فصلوهم عن بعض بحسب العمر او كانوا نساءا واطفالا ومسنين معا..؟
- لا، احضروهم منفصلين..في البداية احضروا الشبان ولكن عملية نقلهم كانت سريعة بحيث لم تكن عملية اعدام وطمر الشبان قد انتهت حين احضروا الاخرين..
*هل اوقفوا السيارات بعيدا عن مكان الاعدام قرب الحفر..؟
- لم تكن بعيدة جدا..كانوا يقفون قرب تلك التلة لان الحفر لم تكن كثيرة ايضا..المسافة مابين التلة والسهل كانت حفرة وكانوا يعدمون هناك..
*حسنا اكمل..؟
- كان الحرس الخاص ينزلونهم من السيارات ويصطفونهم من السيارة نحو الحفرة..
*هل كانت اياديهم واعينهم موثوقة..؟
- نعم، عندما اخذوهم كطابور الى المسافة مابين التلة والسهل وكانت حفرة واسعة، اجمعوهم معا وبدؤوا الاعدام..
*هل امر بالبدء..؟
- نعم..
*من امر بذلك..؟
- الرائد عبد..
*ماذا قال..؟
- قال ارموا..
*كم شخصا كانت فرقة الاعدام..؟
- قلت (11) شخصا..
*هل اطلقوا النار جميعا..؟
- نعم..
*هل كان مطلقو النار مصطفين وهل اخذوا استعداهم مسبقا..؟
- لم يصطفوا ولكنهم كانوا مستعدين..
*اذا كيف كانوا واقفين.. ومن اين اطلقوا النار..؟
- تعرف كيف..؟ كانت التلة في جهة من المكان وقد اجمع الشبان هناك وفي الجهة الاخرى كانت هناك فرقة الاعدام، عندما امروا اطلاقوا النار من كل جهة وقتلوهم..
*الم يحاول احد الهرب..؟
- اية محاولة..؟ كانت المنطقة كلها محاصرة من قبل القوات الخاصة وبعد ذلك لم يكونو يبعدون عن فرقة الاعدام سوى عشرة امتار فكيف يستطيعون الهرب..
*اذا كانوا يعلمون انهم سيقلون الم يفعلوا شيئا..؟
- كلا، كانوا يبكون فقط..
*الكبار..؟
نعم، نعم، كان الكبار يصيحون ويولولون..
*قلت ان عملية نقلهم كانت سريعة..هل وصل الاخرون اثناء اعدام الشبان، اقصد النساء والاطفال..؟
- نعم، لم تكن السيارات التي تنقلهم في الموكب بعيدة عن بعضها..
*الم تعرفوا من اين يأتون بهم..؟
- بلا، جاؤوا بالشبان والمسنين من طوبزاوة والنساء والاطفال من دبس..
*بعد ان انتهت عملية اعدام الشبان هل بدأتم مباشرة بالدفن او انتظرتم حتى انتهاء كل العملية بعد ذلك طمرتموهم..؟
- انتظرنا حتى انتهوا..
*هل كانت هناك فرقة واحدة للاعدام..؟
- نعم الضباط ال(11) فقط.
*وكيف كانوا يلحقون بالامر..؟
- لماذا لا يلحقون..كانت مهمتهم هي الضغط على زناد بنادقهم فقط كانوا يعدونهم لهم وجبة وجبة وهم يقتلونهم..
*من كان يعدهم..؟
- اظن انني اقولها للمرة الثالثة او الرابعة..كانت القوات الخاصة تنزلهم من السيارات وتتجه بهم نحو مكان الاعدام..
*هل كان المستنون موثوقي الايادي..؟
- كلا.
*واعينهم..؟
- كلا.
*فكيف كانوا يقفون اما رصاصة الموت هكذا اذا..الم تكن هناك محاولة لعدم الاستسلام..؟
- كانوا سجناء وينزلون من السيارات كالماشية ويساقون الى المكان الذي يعدمون فيه..لم يكونوا يستطيعون فعل شيء لكي يقاوموا..كانوا يصيحون فقط.. وكذلك لقد خصص عدد موازن لعددهم من القوات الخاصة للقيام بالامر..
*كما تقول فانهم كانوا يدفعونهم ويساقون عنوة الى امام الرصاص..؟
- نعم، كان كذلك كانوا يجمعون دفعا وعنوة ويرمون بالرصاص..
*اثناء الرمي بالرصاص الم يحاول احد الهرب او ان يالجأ الى جندي لكي ينجو بنفسه من الموت..؟
- كان الرصاص يتجه نحوهم كالمطر من كل صوب..كان جميعون خوفا كالاغنام ويحتمون ببعض حتى يسقطون على بعضهم البعض..
*الم تشاهد امرأة او طفل او مسن يتوسل من جندي او يتحدث اليه لكي لا يقتله او يسأل لماذا يقلتلوه..؟
- بلا، لقد تحدثت الي امرأة..
*هل كنت تعرف الكردية..؟
- كلا..
*وماذا قالت..؟
- قالت لماذا تقتلوننا..ماذنب كل هؤلاء النساء والاطفال..
*كيف تعرف ان هذا ما قالته..؟
- كانت تتحدث بالعربية..
*بالعربية..!؟
- نعم بالعربية..
*اكانت المرأة تعرف العربية..؟
- كانت عربية..
*كيف كانت عربية..؟
- نعم كانت عربية..
*وماذا كانت تفعل مع اؤلئك الاكراد المؤنفلين..؟
- كانت معتقلة مثلهم..
*كيف تعرف..؟
- قلت انني تحدثت اليها..
*هل قالت انها عربية..؟
- عندما تحدثت بالعربية شعرت ان لغتها كانت جيدة كنت استغرب من انها تعرف تلك العربية..فسألتها كيف تعرف هكذا عربية، فقالت انها عربية..
*الم تقل كيف اعتقلت..؟
- بلا، قالت انها عربية من اهالي الحلة وهي دكتورة وعضوة في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي.
*الم تسألها اين اعتقلت..؟
- بلا قالت في منطقة كويسنجق في الشمال..
*وهل قتلوها ايضا..؟
- نعم قتلوها مع النساء والاطفال الاكراد..
*هل حزنت عليها كثيرا..؟
- في الحقيقة نعم تاثرت من اجلها كثيرا..
*لانها كانت عربية..؟
- ربما كان السبب انني تحدثت اليها وكانت دكتورة كذلك..
*والناس الاخرين..؟ الم يلفت انتباهك اؤلئك الالاف من النساء والاطفال والمسنين..؟
- كيف لا، الم اقل منذ البداية انه صار (15) سنة تراودني كل ليلة كشريط فيديو..
*ماهو اكثر شيء لفت انتباهك والمك في جميع عمليات القتل والدفن الجماعي..؟
- مع تلك المجموعة التي كانت فيها الدكتورة العربية..كان هناك طفل في حضن امراة عمره مابين (35) الى (40) يوما لا اعتقد انه اصيب بالرصاص عندما غطيناه بالتراب..تلك اللقطة تراودني باستمرار وتعذبني كثيرا..
*هل تعتقد انه لم يصب بالرصاص..ام انت متاكد من انه كان لايزال على قيد الحياة حين رميت عليه التراب..؟
- لا استطيع ان اجزم مئة في المئة انه لم يصب بالرصاص، ولكنه كان لايزال حيا حين رميت عليه كيلة التراب..
*هل كان هناك اشخاص اخرين مايزالون احياء او لم يصيبوا ام كانوا مصابين وقد رميت عليهم التراب..؟
- بدون شك، لان عددا كبيرا من الناس كانوا متراكمين فوق بعض، ربما كان هناك من لم يصبه الرصاص ولكنه ايضا كان من خوفه مثل الاموات الى ان طمرناهم بالتراب.
*هل استغرت عملية الاعدام والدفن هذه كثيرا..؟
- اعتقد انها بدأت في الساعة الثانية وانتهينا في الساعة السادسة مساءا..
*وماذا فعلتم بعد ذلك..؟
- قلت انه خلال فترة من 11/8 الى 15/9 كنا نقوم بتلك الامور، وبعد 15/9 انتهت تلك (المهمة)..وزعت القوة الى قسمين، ارسل قسم الى المحافظات وقسم بقي كحراس عند علي حسن المجيد..
*هل كان ذلك التقسيم برغبة منكم..؟
- كلا، نحن كنا كانسان الي..لم يكن اي شيء برغبتنا..
*وانت مع اي قسم كنت..؟
- القسم الذي بقي عند علي حسن المجيد..
*بماذا كلفوك..؟
- اخذوني الى (تل الورد) وهو مشروع ري..وبعد ذلك اصبحت سائقا للتريلات والكرفانات، كنت انقل الادوات والمولدات الكهربائية والاسمنت والحديد واغراض اخرى من منطقة الدور وتكريت وكنت اعمل في مزرعة علي حسن المجيد في تل الورد.
*الم تحاول العودة الى مدينتك الكوت..؟
- في بداية 1989 عندما كنت اعمل في المزارع في كركوك والدور، حدثت مشادة كلامية بيني وبين ضابط برتبة ملازم اول اسمه خطاب وكان يهين الناس ويعاملنا كحيوانات، وبعد ذلك نقلوني الى الامن العامة في بغداد وبقت هناك لفترة..وبعد ذلك قالوا ان هناك قرارا من (مجلس قيادة الثورة) لتكريم من ينقل سجل نفوسه الى كركوك لذلك نقلت سجل نفوسي من الكوت الى كركوك ومنذ ذلك الحين وانا اعيش في كركوك..
*عندما نقلت سجل نفوسك بماذا كافؤك..؟
- كانوا يعطون اي شخص ياتي مبلغا من المال..ولكوني قد جئت من الامن العامة فقد اعطوني منزلا وكان المنزل جاهزا ومبنيا..
*هل كان المنزل ملكا للحكومة..؟
- لا، كان ملكا لعائلة تركمانية وكان محجوزا عليه من قبل الامن وقد سجلوه باسمي.
*الم تسال اذا كان المنزل ملكا للاخرين فكيف يسجلونه باسمك..؟
- لن نكن معنيين بذلك، كان في المحافظة قسم الاسكان وكانوا يعطونك رقم المنزل ويقولون هذا منزل ملك لك..
*بخلاف قرار النظام ومن الناحية الانسانية كيف سمح لك ضميرك بان تدخل الى منزل غيرك..؟
- كان المنزل تحت الحجز واصبح ملكا للحكومة..انا استلمته من الحكومة..كان لصاحبه حق عند الحكومة وليس عندي..
*قلت سابقا انك رويت قتل المؤنفلين لزوجتك..الم تتحدث هي عن تلك المأساة عند احد..؟
- كلا، انا متأكد من انها لم تتحدث عن شيء لاننا كنا سنعدم..
*وانت الم تحاول ان ترويه عند احد الاكراد..على الاقل حتى يعلم الاكراد ان اقرباءهم المختطفين عنوة قد قتلوا..؟
- لم تبق هناك ثقة..اذا تحدثت مع كردي كنت ستراه في اليوم التالي عند مدير الامن او الاستخبارات..كنت اعرف كم كرديا كانوا يعادون الشعب الكردي وينقلون المعلومات الى الامن والاستخبارات..كنا نرى ذلك باعيننا..فكيف استطيع ان ابلغ كرديا بذلك..
*وفي انتفاضة عام 1991 عندما سيطر الاكراد على كركوك الم تكشف عن ذلك انذاك..؟
- في انفاضة 1991 هربت مع زوجتي واطفالي خوفا من الاكراد نحو تكريت وبقينا في فلكة (العلم) الى ان تراجع الاكراد وقتها عدت الى كركوك التي كانت خالية، حيث لم استطع ان ابقى، فكيف اتحدث الى القوات الكردية واكشف عن سر كهذا..
*بعد تلك السنة شعرت بان منطقة كردية واسعة متحررة والاكراد يديرون الحكم فيها..وانت تقول ان ضميرك كان يؤنبك لماذا لم تحاول ان تذهب الى المناطق الكردية وتكشف عن ذلك السر..؟
- في سنة 1991 نقلت الى امن النجف حتى سنة 1995.. ومن كان يستطيع ان يهرب..كان لدي صديق هرب سنة 1998 فاعتقلوا زوجته وطفله، كانت زوجته حاملا ولدت في السجن وعندما اطلق سراحها كان عمر طفلها عام ونصف..على هذا فكيف استطيع ان اكشف عن ذلك السر.
*الم تحاول على الاقل ان تبتعد ان جهاز الامن..؟
- لم اكن استطيع، اذا اردت ان اترك الامن اما كنت سأواجه مشكلة او لم يكن مستبعدا ان يحكموا علي بالمؤبد..
*وبعد سنة 1995 اي بعد امن النجف..؟
- عدت الى كركوك وكنت في امن المنصور..
*الى متى..؟
- الى ماقبل سقوط العراق بفترة قليلة..
*واين كنت عند سقوط العراق..؟
- كنت في مطار بغداد.
*كنت في البداية اريد ان اسألك انك لاتبدو (عضو اعتيادي في الامن)..؟
- رتبتي هي مفوض..
*لايبدو انك مفوض..؟
- لماذا..؟
*لانك غير متعلم ودرست حتى الصف الثالث المتوسط وخدمت تلك الجهة لمدة (25) سنة..هناك اشخاص تابعين للامن لم يكونوا متعلمين وكان ذو درجات او خدموا اقل مدة تم ترفيعهم.. لايمكن ان تكون قد خدمت لمدة (25) سنة ورتبتك هي مفوض فقط..؟
- انا اقول لك انني كنت مفوضا..وانت كيفما تفهمني انت حر..
*اشك في ذلك..؟
- انت حر..
*حسنا، لنعد الى مابعد عملية التحرير..؟
- بعد سقوط المطار عدت الى زوجتي واطفالي في كركوك..
*ومتى قررت ان تروي هذه الماساة..؟
- بعد ان سيطر الاكراد على كركوك..
*من اين بدأت..؟
- ذهبت الى المحافظة لثلاثة ايام متتالية الى الاستاذ رزكار علي، كانوا يقولون ان المحافظ اسمه رزكار علي، لكنهم لم يسمحوا لي برؤيته.
*هل قلت لاحد انك جئت لترى المحافظ..؟
- قلت ذلك لعشرات الاشخاص..ولكن لم يكن يسمعني احد.
*هل قلت لهم انك جئت لامر مهم وعندك اسرار..؟
- نعم.
*وماذا قالوا لك..؟
- لم يستمعوا الي.
*لماذا..؟
- كان العرب يأتون بكثرة ليشتكوا او يأتون ليستسلموا..كانوا يظنون انني جئت ايضا لاشتكي من سرقة منزلي او سيارتي او شيء اخر..
*وبعد ذلك..؟
- تركت الموضوع وقد يئست من انني ساصل الى مسؤول في الاتحاد الوطني حتى اروي له مالدي..
*لماذا الاتحاد الوطني..؟
- لانهم من شن عليهم الانفال.
*واخيرا كيف وصلت..؟
- كان لدي بعض الاغنام ارعاهم بالقرب من بيتنا..وقد مر كردي وعربي من هناك..ناديت على الكردي وقلت له انت كردي تعال اني اريدك وعندي معلومات كثيرة خذني الى مسؤول في الاتحاد الوطني..وجاء الرجل وذهبنا الى بيتنا ورويت له بعض الاشياء، فذهب وبعد يومين جاء واخذني معه، رايت بعض الشخصيات لا حاجة لذكر اسمائهم رويت لهم الحقائق..فارسلوني الى البيت وقالوا سنبعث اليك لجنة تقصي اذهبوا معا الى مكان القتل الجماعي..وهاقد اتيتم وبقيتم معي هذه الايام ورويت لكم الاشياء.
*في مقابل مجيئك من تلقاء نفسك مع هذه المعلومات هل كافؤك بشيء..؟
- بلا..
*من..؟
- الدكتور برهم.
*بكم كافأك..؟
- الله يعلم فقط اعطوني هذه ال(50) دولارا، اقسمت الا اصرفه ختى الموت لاني لم اتي بتلك المعلومات مقابل المال، لقد حثني ضميري على ان اتي برجلي واروي لكم تلك الحقائق.
*الم تتحدث عنها في مكان اخر..؟
- كلا.
*انا انصحك حفاظا على سلامة حياتك ليبقى هذا الموضوع سرا الان، لانه من غير المستبعد ان يأتي العديد من الفرق التلفزيونية والصحفية المحلية وربما العالمية ايضا بحثا عنك..؟
- لقد قلت لكم بانني مستعد لاشهد في المحكمة وان اروي الذي اعرفه وتحدثت عنه اليك.. اذا تفضلون لن اتحدث عنها الان واذا جاءت اية قناة تلفزيونية اوصحيفة لن اتحدث حتى يسمح لي (الاسايش) بذلك.
*يكاد حديثنا الضروري يصل الى نهايته، اذا سألتك هل انت نادم على مافعلت..فماذا تقول..؟
- كلا، لماذا اكون نادما.
*على الاقل لان جريمة كبيرة قد ارتكبت امام عينيك..؟
- لا لست نادما..صحيح انها كانت جريمة كبيرة، ولكن انا لم ارتكبها، ها انا اريح ضميري وجئت ارويها لكم، اذا لم ابلغكم بتلك الحقيقة فمن سيفعل..
*احيانا يرى الانسان جريمة كبيرة ولانه لايستطيع منعه، يتمنى لو انه لم يولد حتى لا يرى تلك الجريمة..وانت الم تكن تحب انك لم تتعلم وعشت مثل اخوتك في القرية او لم تختلط بذلك العمل حتى لا ترى تلك الجريمة..؟
- كلا، لست نادما..ولكني كنت احب لو انني املك سلطة لانتقم للمؤنفلين انذاك.
*انا وانت سيبقى لنا حديث اخر ولكن عندما تذهب الى المحكمة، لاننا نحاول ان نفتح ملفا للانفال في المحكمة الدولية وانت ستكون شاهد عيان لذلك الملف..وحينها سنؤلف من تفاصيل المحكمة وشهادتك وهذه المقابلة كتابا.
- تدلل.



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع الكاتب والنصير صباح كنجي
- رسالة مفتوحة إلى السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي..
- مِنْ حَكايَا الأنفال..
- خلف جنيب ذلك البدوي والنصير الشيوعي الأصيل..
- أبو ظفر.. الطبيب الماهر والإنسان النادر
- حياة شرارة .. شعلة الكفاح وجريمة السفاح..!
- اختفاء نبيل فياض....
- سوريا الشعب وسوريا الدكتاتورية..!!
- جيش البعث السوري وجيش الاحتلال الإسرائيلي..
- أفياء وليل حمودي الطويل..
- -المنسيون-.. بقايَا ذكرى وبقايَا جُرح..
- إلى صديق غاب من بيننا ولم يرحل..إلى أبو جنان في ذكراهُ الأول ...
- كتاب عن الفرمانات الإسلامية ضد الأيزيديين ..!
- جذور الاستبداد الشرقي والكفاح من أجل الحرية والانعتاق
- مَلامِحُ عصر جديد..
- برقيات زمن التغيير العاصف..1
- نخب مصر... لقد انتحر مبارك!
- أثيل النجيفي* في ألمانيا.. وهذا الخبر المَسْخرة!!
- آفاق التطور السياسي اللاحق في العراق..2
- مبادرة تستحق الدعم..


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صباح كنجي - شاهد على جريمة العصر سائق الجرافة الذي دفن مجموعة من المؤنفلين